قضاء الإجازة فن لا يعرفه الكثيرون فكثير من المصريين لا يخرجون للتنزه ويكتفون بقضاء الإجازة في النوم أو مشاهدة التليفزيون أو الكمبيوتر أما المرأة فيختلف وضعها فالإجازة بالنسبة لها عبارة عن أشغال شاقة
ما بين الأعمال المنزلية أو تجهيز ما لذ وطاب من الطعام.
تنعدم ثقافة الاستمتاع بالإجازة بين كثير من المصريين الذين يقضون معظم إجازاتهم داخل البيوت مما يدفع الكثير إلي الإصابة بالاكتئاب.
والإجازة مناسبة مهمة ومفيدة لمراجعة اسلوب تعاملنا مع الوقت كما أكدت إحدي الدراسات أن الإجازة مناسبة مهمة ومفيدة لتعلم كيفية التعامل مع الوقت والزمن والعمر وليست كما يعتبرها البعض فرصة للعبث والنوم أو فرصة لتبديد المال وصرف الطاقات دون جدوي كما يحلو للبعض الإفراط في الطعام ولهذا فالإجازة ليست احتفالا بالعبث وهدر الوقت واللامسئولية رغم أن الراحة مطلوبة بعد الجهد والجد وكذلك اللعب والمرح والترفيه لكن المشكلة تظهر في انعدام التوازن بين الجد واللعب في ظل ثقافة خاطئة داخل المجتمع ثقافة لا تحترم قيمة العمل وتدعو إلي العبث والفهلوة وتؤكد الدراسة أن الإجازة ضوء أخضر يضيء في الفضاء الداخلي للإنسان ويباح له أن يتفلت من ضوابطه بشكل نسبي حيث تقل الممنوعات وتزيد المبيحات وينطبق ذلك علي كثير من الأمور ومنها قواعد الملبس وأوقات النوم واليقظة والإحساس بالوقت ونوعية الطعام وأخيرا تنصح الدراسة باستغلال الإجازة كوسيلة ناجحة للتخفيف من الضغوط اليومية وتجديد النشاط والحيوية ومن ثم العودة إلي العمل والإنتاج.
وتري الدكتورة ناهد رمزي أستاذ بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية أن ثقافة الإحساس بالوقت معدومة لدي الكثير من المصريين وأيضا ثقافة الإحساس بالمتعة فالإجازة بالنسبة للكثيرين أكل ونوم برغم أن مصر تتمتع بالكثير من الأماكن الجميلة التي تصلح لقضاء الإجازات وهي أماكن قريبة إلي حد ما من القاهرة وهذا العام نجد الفرصة مناسبة لقضاء الإجازات خارج القاهرة نظرا لعدم توافر السياحة الخارجية للظروف التي تمر بها البلاد وتلك فرصة كبيرة لتنشيط السياحة الداخلية وتعلم كيفية الاسمتاع بالإجازات كما يجب تشجيع الرحلات المدرسية والجامعية خلال هذا الوقت من العام لتعويد أبنائنا كيفية الاسمتاع بالإجازة ولهذا يجب تعديل السلوك الاجتماعي لجميع أفراد الأسرة, كما لابد من التعاون بين الزوج والزوجة والأبناء في قضاء الأعمال المنزلية بدلا من انغماس الزوجة في هذه الأعمال طوال مدة الإجازة لإرضاء الجميع علي حساب نفسها مما يشعرها بالاكتئاب الذي ينعكس علي تصرفاتها وبالتالي ينعكس علي جميع أفراد الأسرة. وتتهم الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع ورئيس قسمي الفلسفة وعلم النفس جامعة عين شمس الإعلام بأنه السبب في انعدام ثقافة الإحساس بالإجازة فالعمل والراحة كلاهما أسلوب حياة لابد أن نتعلمه جيدا فالإعلام يغذي الأنماط الاستهلاكية للسلوك بصرف النظر عن القيم المجتمعية فلا هم له سوي ربح الإعلانات التي تغذي هذه الأنماط ولابد أن نتعلم كيف نستمتع بالحياة أو نتعلم جودة الحياة فالإجازة فرصة لإعادة النظر في أوراق حياتنا والتعرف علي اهتمامات الأبناء بدلا من أن يصبح كل منا يعيش في جزيرة منعزلة عن الآخرين.
قواعد عامة لإجازة سعيدة
يؤكد بعض الخبراء أن هناك قواعد يجب مراعتها في الإجازة منها:
1- يجب - إلا في حالات نادرة - أن يكون الجميع في البيت الساعة 11.30 ليلا حتي المراهقون.
2-سعة الصدر علي النفس والأولاد مهمة جدا , وخصوصا لمن يطبق مثل هذه البرامج لأول مرة , أو أن ترتيب البرامج وتنظيمها مصطلح غريب علي البيت.
3-يجب أن يكون أكثر أوقات الأطفال مخصصة للعب , لأن الطفل يستطيع أن يتعلم وهو يلعب.. فاللعب لهم مثل الهواء للسمك كما يقال.
4- يستحسن أن لا يكون البرنامج الثقافي بعد أي وجبة لأنه قد يجلب النعاس.
5 ــ يستحسن أن لا نبدأ اليوم ببرنامج علمي وحفظ ومراجعة, لأن هذا قد يترك رواسب خاطئة عندهم.
6- ضرورة مشورة الأبناء والبنات في المخطط وأخذ آرائهم بعين الاعتبار
7- تطبيق البرنامج علي من في البيت , وحين يغيب الوالد , تقوم به الوالدة , أو أحد الكبار.
8-البعد عن المثالية في التطبيق , فليس شرطا أن نبدأ في الوقت تماما مع الاجتهاد في هذا.
9- قاعدة علمية مهمة في التطبيق: أنه حين ينجز الوالدان 13% من البرنامج حين يطبق لأول مرة يعتبر البرنامج ناجحا
10- البعد عن القسوة في التطبيق.. ولا بد من الفهم الكامل للفرق بين الحزم والقسوة, فبعض الأبناء يكره هذه الترتيبات لما يتزامن معها من قسوة وصراخ وضرب وحرمان, والمعني التطبيق الممزوج بالرحمة سيجعل الأبناء يحبون هذه البرامج ولو كانت غير شاملة.
11- حين يقول الابن طفش فالرد الهادئ عليه بأن نقول له الذي عنده أهداف ويسعي لتحقيقها لن تكون حياته طفش.
12- مزج التطبيق بالمتعة أمر أهم من المهم , فالفترة الرياضية يتشارك فيها الأب معهم كمثال والجلسة الحوارية تبدأ بهدوء وقد لاتنتهي إلا بجزء من الفائدة , والبرنامج العلمي هو طريقة تدريب أكثر من كونه وسيلة تعليم , فالذي يتعود علي الجد يكبر وهو جاد , ولو لم يتقن المادة العلمية , وأما الذي يكبر علي التسيب والكسل فلن يحصد أهله إلا ما زرعوا.
13- ضرورة التجديد لأن الوسائل الآن في متناول اليد كالنت والبلوتوث والســـبورة والمســجل والجـــوال والــmp4 mp6 وغيـرها.
14- قد يبدأ البيت كله بالبرنامج وبعد فترة يفتر المراهق ويترك البرنامج , فلا عليك منه استمر واحرمه من مزايا هذا البرنامج كالرحلات والجوائز أو الحصول علي الجوائز في الحفل النهائي لهذه الخطة بعد رمضان فتجد أنها تكون له درسا في الحياة.. ولا يمنع من الكلام معه برفق وتوليته مسئوليات معينة في الخطة
15- ينتهي النشاط اليومي قبل وقت النوم النهائي بنصف ساعة علي الأقل حتي يهدأ البيت ونستعد للنوم , ويمنع مغادرة الغرفة حتي لو تأخر بالنوم.
16- هذا الجدول بشكل عام, وفي كل يوم جمعة نبدأ بتعبئة البرامج العامة المخصصة في جدول آخر وكذلك نوع البرامج الأسبوعية أو الثقافية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق