11 أبريل، 2012

تحرك أحياء دمشق يصيب النظام السوري بالجنون


في أسبوع واحد نزلت الدبابات لأحياء دمشق للمرة الأولى، ونزل شباب السلمية من جديد لوسط دمشق بعد غياب، فوقفت ريم الدالي لوحدها، ليقف بعض الشباب أمام القصر العدلي بعد ذلك بيومين، ولينفذ اعتصام صامت أمام مجلس الشعب بعد ذلك بيوم، وليكون شعار السلمية هو الشعار الأكثر جدارة بتحدي النظام وآلاته العسكرية.

وفشلت كل محاولات النظام السوري بإبقاء دمشق خارج خارطة الثورة السورية، فلا إغلاق طرقاتها معظم أيام الأسبوع وخصوصاً يومي الخميس والجمعة نفع، ولا نشر الشبيحة ورجال الأمن بسلاحهم الكامل في شوارع العاصمة أتى بفائدةhttp://news.nawaret.com/wp-content/uploads/2012/04/syria18.jpg.

وأما الجديد في دمشق فهو أن المواطن يمشي في شوارعها متلفتاً وراءه لانعدام الأمن والأمان، فتحولت شوارع المزة (الحي الأكبر) إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، وإن كان ذلك لم يمنع أصوات التكبير اليومية من حي الفاروق، فإن تلك الأصوات تكاد تصيب رجال النظام بالجنون، إذ أنه يبدو وكأنهم استنفدوا وسائل القمع والقتل والاعتقال والتنكيل دون أن يستطيعوا أن يحجزوا أصوات المكبرين والهاتفين في قلب دمشق.

وتأتي كفر سوسة في صدارة الأحياء التي تبث خوفاً شديداً لدى المؤيدين لتوسط الحي دمشق، ولكونه مليء بالمراكز الأمنية وصلة وصل بين أكثر الأماكن حيوية في العاصمة.

وإن كان سكان كفر سوسة اعتادوا قطع الطرقات والتظاهر والتكبير، فإن النظام لم يترك وسيلة قمعية لم يستخدمها معهم من إطلاق للرصاص، مروراً بالاعتقال وانتهاء بإغلاق الطرقات المؤدية لكفر سوسة.

وربما يكون حي كفر سوسة من أكثر المناطق التي تربك النظام السوري في دمشق، فالحي دمشقي عريق، ومن الصعب المجازفة بارتكاب مجزرة هناك، لأن هذا يعني أن دمشق ستنهض عن بكرة أبيها، ليبدو أمل الكثيرين معلقاً بتلك الأحياء من المزة لكفر سوسة للميدان كتعلق الغريق بالقشة، فدمشق لا تزال العاصمة ولا تزال نقطة ضعف النظام، ويعلم الجميع أن نهوض دمشق يعني نهاية الأسد ورجاله الحتمية.

وصلت الدبابات إلى دمشق، وأز الرصاص في أحيائها، غطى على صوت الأذان ولم يسمح لكلمة “الله أكبر” من الصدح عالياً، لتبقى دمشق مطوقة بخوف علني من قبل النظام، وتوق للحرية من قبل المتظاهرين والهاتفين ضد الأسد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق